هل تخطط لوقتك أم تتركه هكذا للظروف؟!
هل تخطط لوقتك أم تتركه هكذا للظروف؟!
هل تخطط لوقتك أم تتركه هكذا للظروف؟!
الحقيقة أن الوقت أكثر شيء يمكنه أن يفلت من بين أصابعك بدون أن تشعر به، والحقيقة أيضا أن الوقت من الأشياء التي لا يمكن تعويضها مهما فعلت، ومهما بذلت من مجهود.
ومع ذلك هناك أساتذة في إضاعة الوقت، ثم تراهم يلهثون قائلين: ليس لدينا وقت!
يقول فولتير: هناك أربع طرق لإضاعة الوقت: "الفراغ، الإهمال، إساءة العمل، العمل في غير وقته".
هل تخطط لوقتك أم تتركه هكذا للظروف؟! كيف تتحكم في الوقت؟
وكيف تخطط لأقصى استفادة منه؟ وما هي المضيعات الحقيقية للوقت وكيف تتغلب عليها؟ وما هي الأفكار العملية لإدارة الوقت بشكل جيد وفعال؟!
كل ذلك وغيره من سبل إدارة الوقت ستجده في السطور القادمة.
احذر التسويف.. قاتل الوقت
"العاقل يعمل الشيء في الحال، والأحمق يعمله أخيرا، كلاهما يفعل نفس الشيء في أوقات مختلفة.
كم من فرصة ضاعت عليك في حياتك، وكنت أنت فقط السبب في ضياعها بسبب التسويف، والتأجيل، تقول غدا، أو بعد غد.. وهكذا حتى تضيع الفرصة؟!!
نحن بأنفسنا نقتل أوقاتنا بهذا التسويف الممل، إذا كان هذا العمل سوف ينجز، فلماذا لا يتم إنجازه الآن؟! لماذا غدا أو بعد غد؟!!
إنها حيلة الشيطان، يخدعنا جمعيا بها، إذ يقول لك: ما يزال هناك متسع من الوقت، لم تتعجل لتقضي هذه المصلحة.. إنها تنتظرك.. لا تخف، وهو يعول في هذا على عدة أمور:
أ_ أنك قد تنسى.
ب_ أن المصلحة قد تنتهي.
ت_ قد يطرأ عليك طارئ من مرض أو غيره يمنعك من الحصول على تلك المصلحة.
ولهذا انتشر في الصين المثل المعروف "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد".
والتأجيل هو أخو التردد، ومن يتردد في العمل قد ينتهي به الأمر إلى الفشل، وعدم الإنجاز، وفي المثل التركي: "من يتردد بين مسجدين يرجع دون صلاة".. فهو يظل يقول لنفسه: هل أذهب إلى هذا المسجد أم ذلك؟ حتى تنتهي الصلاة، ويعود إلى بيته من غير صلاة..
وانتشر في الأمثال أيضا قولهم:
"التأجيل.. هو ابن التردد، والتردد ابن التسويف، وبهذا الثلاثي يبقى الكثيرون فقراء" ألا ترى الطالب يظل يسوف، ويؤجل أعمال اليوم إلى الغد، وبعد الغد، حتى تتراكم عليه المواد كلها والدروس قاطبة، ثم يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فما يكون منه إلا مواصلة الليل والنهار، حتى يحقق فقط النجاح الحصول على تقدير عالٍ.
الفقر ليس وليد الظروف، ولكنه من صنع البشر، فهم يحبون الكسل، ولا يجدون العمل، ويتبعون التسويف مرة بعد مرة، حتى يفوتون الفرص المهمة عليهم.
في أسباب التسويف:
1_ الكسل: وهو داء عظيم يجب التخلص منه فورا، بل والاستعاذة بالله منه.
يقولون في النرويج: "كلما كان الرجل كسولاً، زادت خططه في يوم الغد".
وبهذا الكسل تزداد الأعباء، فهو داء خطير يجب الاستعانة بالله عليه، والتخلص منه فورا، وأن نعلم أنه سبب كبير من أسباب الخسارة في الدنيا والآخرة.
2_ بعض الناس لا يعتبره مشكلة أصلا.. وهذه هي مشكلة أنك قد تعتبر التسويف أمراً عادياً ومن ثم تظل تسوف، وتسوف، ولا يأتي أي عمل إلا مضطرا أو في أواخره. ولهذا يجب الانتباه لخطر التسويف، وتعليم أبنائنا وزوجاتنا خطورة هذا التسويف، وأنه يمثل مشكلة حقيقية ويضيع علينا فرصا ذهبية، وقد لا تأتينا مرة ثانية في حياتنا أبدا.
3_ التسويف قد يكون عادة عند أشخاص أو عند عائلات معينة.
نعم، فقد يكتسب الشخص التسويف من عائلته، ثم يتعود عليه ويتخذه نمطا في حياته، فهو يعتقد دوما أن الوقت لا يزال في جيبه، وأن الفرصة ما زالت متاحة، وأنه لا معنى أبدا للاستعجال!!
يقول المؤلف: لقد كان لي صديق طبيب، وجاءت له فرصة للسفر إلى الخارج، وكانت باعترافه هو (فرصة نادرة)، لكنه ونتيجة التسويف ذهب متأخرا، وعندما نظر صاحب العمل على (C.V) وجد سيرة ذاتية معتبرة، ذهل من تلك الإمكانات الهائلة والدورات الحاصل عليها، فاعتذر إليه قائلا: "إنك تحمل سيرة ذاتية عظيمة، لكنك تأخرت، وفد اخترنا شخصا آخر، نتمنى لك فرصة أفضل".
4_ الحجج الواهية: عادة ما يلجأ من لديه عادة التسويف إلى حجج واهية لتبرير عملية التسويف، وسبب تأخره، مع أنه هو ذاته بينه وبين نفسه يعرف أن تلك الأسباب، وإن كانت منطقية لكنها لم تكن كافية لمنعه من إنجاز تلك الأعمال في أوقاتها، إن عادة التبرير أيضا عادة قديمة عند الكثيرين ينبغي التخلص منها، إن أردت أن تصبح شيئا مذكورا فعليك أن تتخلص من عادة التبرير.
كيف نقضي على التسويف؟
- حدد هدفك بوضوح:
إن تحديد الأهداف بدقة ووضوح يساعدك كثيراً عدم التسويف، خصوصا عندما تحدد زمنا لإنجاز هذا الهدف، ستجد نفسك مضطرا لإنجازه، والإقامة سيضيع.
- ضع قائمة الأشياء المطلوبة والضرورية:
إن وضع مثل هذه القائمة يجنبك التسويف، ويضع أمام عينيك دوما ما هو مراد ومطلوب، خصوصا تلك الأشياء المنزلية، والتي تساهم كثيرا في ضياع الوقت، وقد تساعدك لذلك على التسويف، فالانتهاء منها يساعدك كثيرا على إنجاز الأعمال المهمة وللضرورية بالنسبة لعملك.
3-ركز على الأعمال ذات النتائج البارزة:
إن التركيز على الأعمال ذات النتائج البارزة، والقريبة سوف يمنحك القوة والثقة التي تدفعك لعدم التسويف، لأن النجاح يولد النجاح، والثقة تولد الثقة، سوف يدفعك ظهور النتائج الإيجابية بسرعة إلى سرعة الإنجاز وعدم التسويف، وسوف تجد نفسك وقد أصبحت شعلة من النشاط، ولا تعرف للتسويف طريقا أبدا في حياتك بعد ذلك، لأن التسويف لا يأتي بنتائج إيجابية عادة.
- تذكر أن الوجبات أكثر من الأوقات:
الحقيقة أن الوقت فعلا غير كافٍ لفعل كل شيء، وأن الواجبات أكثر من الأوقات، ولذلك ينبغي أن تحدد الأشياء الأكثر أهمية، وتجعلها في المقدمة، ولا تقوم أبدا بالتسويف والتأجيل لهذه الأشياء، يمكنك فقط تأجيل الأشياء غير المهمة وغير الضرورية، ولا تضيع وقتك بغير فائدة.
5-تخلص من الأشياء التي تزعجك:
قد يكون سبب التسويف لديك أن هناك أشياء كثيرة تسبب لك الإزعاج والمشاكل، وتثبط من عزيمتك للعمل، والإنجاز، ومن ثم يجب عليك فورا التخلص من تلك الأشياء، والبحث عن حلول سريعة وناجزة لها.
6-قسم مهامك الكبيرة إلى أجزاء صغيرة:
قد يكون سبب التسويف صعوبة تحقيق الهدف، وكونه صعبا أو كبيرا بدرجة ما يبعث على الخوف من الفشل، وهذا الخوف من الفشل يدفع للتأجيل والتسويف!
ومن ثم كلما قمت بتقسيم وتجزئة العمل الكبير إلى أجزاء صغيرة يمكنك إنجاز كل منها. وبمجموعها تستطيع إنجاز الهدف الأكبر.
العالم من حولنا يعمل، وينجز ويجتهد، يجب أن نكون نحن أيضا كذلك، حتى نوجد لأنفسنا موطئ قدم في العالم، ولا نكون عالة على غيرنا، نستورد كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ.. ولن نبلغ هذا إلا بالمحافظة على الوقت، وبذله فيما هو مفيد، ونافع لأنفسنا ولبلدنا، وهذا ما نرجوه.
محددات مهمة بضمان عدم ضياع الوقت
حدد أهدافك، ورتب أولوياتك، وخطط لمستقبلك:
من السهل أن يسرق منك الوقت إذا لم يكن لديك هدف تسعى لتحقيقه، وإذا لم يكن لديك تخطيط سليم للمستقبل، ولما تريد تحقيقه من أهداف.
لكن حينما تخطط للمستقبل وتضيع الأهداف الكلية والجزئية وترتب أولوياتك حسب ذلك الأمر. لن يكون هناك فرصة لضياع الوقت، فإذا جاءك صديق مثلا يريد أن يتسلى أدرك أنه لديك عمل تقوم به، فانصرف بدون تأخير.
وإذا حدثتك نفسك بأن تلهو أمام (التلفزيون) تذكرت أهدافك، فأسرعت بالذهاب إلى تحقيقها وتلبية مطالبها.